التقرير السنوي 2021

الرئيسية

مراجعة محفظة الأعمال

المجموعة المصرفية للشركات

انتعاش قوي

ربما تكون الموجة الثانية من جائحة (كوفيد-19) أثرت على كل من المجتمعات والشركات على حد سواء في عام 2021، إلا أن مجموعة المصرفية للشركات في مصرف الراجحي تعافت بشكل فعال من تأثيرات الجائحة لتحقيق أداء قياسي خلال العام يتجاوز الأهداف والتوقعات وفقًا للعديد من المعايير. وقد واصل قطاع مصرفية الشركات البناء على خارطة الطريق الاستراتيجية وتوسيع نطاق حصته السوقية في الأصول وتعزيز التزاماته لدعم نمو أصول المصرف. وظلت الإيرادات التشغيلية على المسار الصحيح نظرًا لارتفاع متوسط أرصدة التمويل على الرغم من ضغوط الأسعار وانخفاض سعر الفائدة بين البنوك السعودية (SAIBOR). وخلال عام 2021، حقق قطاع نموًا قياسيًا بنسبة 33% بقيمة 17.6 مليار ريال.

ركز قطاع مصرفية الشركات خلال عام 2021 على محافظ الشركات القوية بالاعتماد على الهيكل الرأسمالي الأنسب لتنويع وتوسيع قاعدة عملائه، مما أضاف أكثر من 100 عميل تمويل جديد. وقد ساعد هذا النهج المُركّز في الحد من مستويات الديون المتعثرة من 2.5% إلى 1.7% في عام 2021، مع الحفاظ أيضًا على تكلفة منخفضة للمخاطر عند 70 نقطة أساسية بسبب ارتفاع إجمالي الأصول إلى جانب انخفاض إجمالي الرسوم عن الميزانية وارتفاع معدلات التعافي، وهو ما شكل تحولاً إيجابيًا من 151 نقطة أساس في عام 2020.

واصل قطاع مصرفية الشركات الاعتماد على نموذج تغطية العملاء الشامل الذي يتبعه المصرف والذي يقوم عليه نهج "عميل واحد، مصرف واحد"، مع تحقيق المزيد من الالتزامات وإيرادات الرسوم الإضافية من خلال التعاون مع وحدات الأعمال الأخرى مثل الراجحي المالية والخزينة والمصرفية الخاصة وتكافل الراجحي. وساعد قطاع شركة الراجحي المالية في إنجاز 13 مهمة جديدة، كما تعاون القطاع للاستحواذ على 45 عميلاً جديدًا للمصرفية الخاصة و200 إحالة مصرفية لقطاع مصرفية الأفراد. وقد ساهم هذا التعاون بين الوحدات في مساعدة قطاع أيضًا على توسيع نطاق عروضه لتشمل الخدمات الاستشارية والترتيبات وخدمات الاكتتاب مع تعزيز قدرات فريق التمويل المهيكل.

ولقد كان من بين أبرز التحديات التي واجهها قطاع مصرفية الشركات خلال عام 2021 هو السعي السريع إلى رفع مستوى الجودة في مرحلة ما بعد الجائحة، في الوقت الذي تبحث فيه الجهات الفاعلة الرئيسية في السوق بنشاط عن أصول سداد المديونية، مما أدى إلى انخفاض الأسعار. كما شكل التفاوت بين أسعار الفائدة بين البنوك السعودية وسعر الفائدة بين البنوك في لندن (LIBOR) تحديًا أيضًا من خلال زيادة الطلب على التمويل بالدولار الأمريكي. وواصل قطاع الخزينة العمل على تنويع مصادر التمويل بالدولار الأمريكي خلال عام 2021، للمنافسة مع البنوك الدولية وتمويل الأصول طويلة الأجل.

واصل قطاع مصرفية الشركات جهوده المبذولة في إطار دعم تعافي العملاء، في مرحلة ما بعد الجائحة وبعد الموجة الثانية في بداية عام 2021، من أجل استمرارية أعمالهم وكذلك تلبية احتياجاتهم التمويلية. وقد شارك قطاع مصرفية الشركات في برامج ضمان التمويل وبرامج التمويل لدعم العملاء الذين يحتاجون إلى مساعدات مالية خلال هذه الفترة بما يتماشى مع توجيهات البنك المركزي السعودي. وبينما يقوم القطاع بتمديد نطاق تسهيلات رأس المال العامل المقدمة إلى العملاء لتغطية احتياجاتهم من السيولة على المدى القصير، فقد شارك المصرف كذلك في برامج تأجيل الدفعات التي أطلقها البنك المركزي السعودي لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

دعم احتياجات الأعمال المتطورة

أطلق قطاع مصرفية الشركات مجموعة من المنتجات الجديدة في عام 2021 لتلبية متطلبات منظومة مصرفية الشركات سريعة التطور ولتعزيز عروضنا المتعلقة بالمنتجات والخدمات المقدمة من الشركات، وشمل ذلك مرابحة السحب على المكشوف، وهو بديل إسلامي لتسهيلات السحب على المكشوف التقليدية، وخطاب الائتمان برسوم مدفوعة مقدمًا (UPAS)، للمصدِّرين الذين يبحثون عن مدفوعات فورية مقدمًا أو المستوردين الذين لا يمتلكون تسهيلات ائتمانية فورية، مع سداد الدفعات المستحقة للوثائق المتوافقة مع الائتمان، كما تم توسيع منتج تحويل صرف الفواتير ليشمل هيكل المرابحة، في حين طُرحت بطاقات الشركات لأول مرة في تاريخ المصرف لتلبية احتياجات الشركات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وزيادة ولاء العملاء.

ومن خلال التركيز على المنتجات المهيكلة لتحقيق النمو مع توليد عائد قوي، خاصة لشريحة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والشركات المتوسطة، نجح قطاع مصرفية الشركات في التوسع بنجاح لزيادة حصته الإجمالية من المحفظة إلى حوالي 15% في عام 2021 قياسًا إلى 12% في عام 2020. وقد استفاد المصرف من المنتجات ذات الأداء القوي مثل نقاط البيع لتعزيز معاملات صرف العملات الأجنبية والوفاء بالالتزامات وتحقيق الإيرادات من الرسوم. وفي ظل تحول معاملات العملاء، بسبب التحديات التي فرضتها الجائحة، من القنوات المصرفية التقليدية إلى الخدمات المصرفية الرقمية ونقاط البيع، حافظ المصرف خلال عام 2021 على مكانته الريادية في سوق المملكة بالاستحواذ على 32.2% من سوق نقاط البيع، مدعومًا بشبكة من 326,121 جهاز. كما قام المصرف بتحديث حوالي 55% من الأجهزة إلى شبكة الجيل الرابع "4G" خلال عام 2021، مع استخدام ميزة الاتصال قريب المدى (NFC).

وقد تحسن حجم المعاملات التجارية، لا سيما فيما يتعلق بخدمات خطاب الاعتماد التي خضعت للتحسين هذا العام، من أجل تحقيق حصة سوقية أعلى تبلغ 7.1%، مما يساعدنا على تعزيز مكانتنا النسبية في السوق بمقدار نقطتين إلى ست نقاط خلال العام.

ونتيجة لخطة التحول التي نُفذت بنجاح في عام 2020 لتنشيط نموذج الأعمال وتحسين كفاءة توزيع الموارد، جرى فصل جميع الأنشطة التشغيلية عن الخطوط الأمامية ودمجها في صورة "مركز خدمات متكامل". وقد أتاح ذلك إعادة توزيع ومشاركة موارد قطاع مصرفية الشركات وتوجيهها إلى قطاع مصرفية الأفراد. وخلال عام 2021، دشن المصرف 44 مكتبًا مع خطط للتوسع في نطاق المبادرة لتشمل أكثر من 100 مكتب في جميع أنحاء المملكة. وقد ساهم تعزيز وظائف المكتب الأوسط في توفير الوقت اللازم لمديري العلاقات، مما مكنهم من التركيز على تطوير الأعمال. كما تم إنشاء ثلاثة مراكز مخصصة لحلول الأعمال للشركات في المدن الرئيسية في الرياض وجدة والدمام لتلبية الاحتياجات الشاملة للشركات التي تغطي خدمات الحسابات والتمويل وإدارة النقد ومتطلبات تمويل التجارة.

 

 

تحسين مشاركة العملاء

تواصل فريق قطاع مصرفية الشركات مع العملاء في أكثر من 3,000 زيارة مشتركة مع فريق المنتجات لفهم احتياجات العملاء وتصميم الحلول المناسبة لهم، وذلك بعد التحول من الاجتماعات الافتراضية إلى زيارات العملاء الميدانية في عام 2021. وقد شكلت هذه الزيارات نقطة انطلاق لطرح المنتجات الجديدة وعروض البيع المتقاطع. كما زادت زيارات الإدارة العليا خلال العام لتقدير ولاء العميل وتقديم الدعم المستمر، وحُددت الحسابات الاستراتيجية الرئيسية التي يرغب قطاع مصرفية الشركات في عقد شراكات معها في برامج الولاء ذات المنفعة المتبادلة والتعامل معها. ومع استمرار العمل الاستباقي وزيادة احتياطات المخصصات لتغطية الخسائر المتوقعة، فقد مكّنت الاجتماعات المنتظمة مع العملاء أيضًا قطاع مصرفية الشركات من تقييم أداء الأعمال لقياس مؤشرات الإنذار المبكر، مما أدى إلى تحسين عملية اتخاذ القرارات وتقليل المخصصات.

الاستفادة من الإمكانات الرقمية

واصل قطاع مصرفية الشركات خلال عام 2021 رحلته الرقمية لتعزيز إنجاز الأعمال ودعم زخم النمو، وقد تم تطوير نظام مخصص لإدارة علاقات العملاء لقطاع مصرفية الشركات لتحسين المبيعات والإنتاجية واتخاذ القرارات على مستوى الإدارة والخطوط الأمامية. وتم توسيع نطاق النظام ليشمل وحدات أعمال أخرى داخل المصرف لتمكين ومراقبة أنشطة البيع المتقاطع.

واصل نموذج التغطية الشاملة للعملاء توفير البيانات والمعلومات القيّمة للمصرف خلال عام 2021 عبر مختلف الزوايا والأوجه، بدءًا من الوصول إلى العملاء وفهم أداء الشرائح وصولاً إلى تحليلات المبيعات وكذلك استخدام المنتجات والخدمات، مما ساعد على الفهم الشامل للعملاء ووضع تصور جديد تجربة العملاء من الشركات.

وخلال عام 2021، قام المصرف أيضًا بتجديد نظام طلبات التمويل (LOS) ليتضمن ميزات جديدة وأدوات متابعة متقدمة، مما أدى إلى تحسين تجربة المستخدم الشاملة والاستفادة من قدرات النظام. ونُفذت تحديثات محددة وفقًا لخارطة الطريق لعدد من الإصدارات. وقد شملت التحديثات الأخرى خلال العام أتمتة نظام المعلومات الإدارية ليشمل البيانات الشاملة للعملاء لتمكين اتخاذ قرارات أكثر كفاءة ومرونة. ومن المتوقع الانتهاء من تطوير العديد من الإصدارات في مطلع عام 2022.

شراكات تتطلع إلى المستقبل

عزز قطاع مصرفية الشركات أطر الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة والوزارات وغيرهما من الصناديق الحكومية مثل صندوق التنمية الصناعية السعودي وصندوق التنمية العقارية وصندوق التنمية السياحي وصندوق التنمية الزراعية، في سبيل المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

ونظرًا لأن مصرف الراجحي يعد أحد البنوك الرئيسية الشريكة مع صندوق الاستثمارات العامة، فقد تعاون قطاع مصرفية الشركات بشكل وثيق عبر وحدات الأعمال الداخلية لتوفير حلول مصرفية مخصصة وحلول مدفوعات لصندوق الاستثمارات العامة والشركات التابعة له وكذلك الشركات المنشأة حديثًا. وعُقدت شراكات مع كل من صندوق التنمية السياحي وصندوق التنمية الزراعية ليصبح المصرف الرئيسي لكليهما، كما أُبرمت اتفاقية تعاونية مع صندوق التنمية الصناعية السعودي لتقديم برنامج خطاب الاعتماد الخاص بالصندوق لفتح خطابات الاعتماد بالنيابة عن العملاء وتسهيل المشتريات ودعم احتياجات التوسع في النفقات الرأسمالية ونفقات الأعمال بموجب ضمانات الدفع الخاصة بالصندوق. ويواصل قطاع مصرفية الشركات تقييم العملاء الذين يمكنهم الاستفادة من هذه الشراكات والتواصل معهم.

بالإضافة إلى ذلك، قدم المصرف تمويلاً للشركة الوطنية للإسكان بقيمة ملياري ريال سعودي لتمويل تطوير مشاريع سكنية جديدة في بداية عام 2021، وواصل العمل مع شركة روشن العقارية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ضمن برنامجها لتمويل المبيعات على الخارطة. كما شهد عام 2021 تعاون المصرف بشكل وثيق مع الهيئة العامة للترفيه في المملكة لدعم الأنشطة الترفيهية والفعاليات الموسمية المتنوعة للقطاع، بما في ذلك موسم الرياض 2021، وتوفير حلول الدفع الإجمالية للمهرجان الثقافي على مدار خمسة أشهر في العاصمة السعودية. وحرص المصرف على تعزيز أطر الشراكة القوية مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية باعتباره أحد المصارف الرئيسية لديها لدعم مختلف البرامج ومبادرات التحول الاستراتيجي التي قامت بها الوزارة خلال العام.

واصل مصرف الراجحي توفير الحلول التمويلية للبرنامج الوطني للإسكان بالتعاون مع وزارة الإسكان خلال عام 2021. ومن خلال تقييم قدرة المطورين الجدد في السوق، ركز المصرف على تصميم حلول مخصصة للتمويل، ولا يزال يعمل بنشاط مع وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية لتوفير التمويل العقاري، فضلاً عن دعم مختلف مبادرات برامج تحقيق الرؤية في المملكة، وتشمل 13 مبادرة من بينها برنامج الإسكان المصمم لبلورة رؤية 2030 إلى عمل فعلي على أرض الواقع.

واصل المصرف تمويل بيوت التقسيط وكذلك شركات التمويل غير المصرفية، مع التركيز على التمويل المنشآت متناهية الصغر والصغيرة في سبيل تعزيز الشمول المالي. وقد شارك المصرف خلال عام 2021 في معاملات تمويل العقارات متعددة الاستخدامات وذات الاستخدامات التجارية في المدن والمناطق الرئيسية في المملكة العربية السعودية، وتمويل مشاريع إسكان للشركات العامة الكبرى، وتطوير حلول تمويل برنامج "إيراد" من خلال استخدام منصة "إيجار".

تطورت اعتبارات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية لتصبح من الجوانب الأساسية في التمويل. ويتم التعامل مع معظم تلك الاعتبارات من خلال فريق التمويل المتخصص الذي يركز على تمويل المشاريع التي تدعمها برامج الحكومة وبرامج تحقيق الرؤية. وقام مصرف الراجحي بدور المنسق الرئيسي المفوض ومزود التحوط لأكبر محطة طاقة شمسية مستقلة في العالم. ومن المتوقع أن يخدم المشروع أكثر من 185,000 منزل ويعوض ما يقرب من 2.9 مليون طن من انبعاثات الغازات الدفيئة سنويًا. كما قام المصرف أيضًا بدور المنسق الرئيسي المفوض ومزود التحوط لمشروع محطة طاقة شمسية جديدة بقدرة محتملة على توليد 300 ميجاوات من الطاقة المتجددة النظيفة.

النظرة المستقبلية

يطمح قطاع مصرفية الشركات في مصرف الراجحي إلى أن يكون "أفضل مصرف للشركات" في المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع استراتيجية "مصرف المستقبل"، وذلك بإطلاق مبادرات تتمحور حول هذا الموضوع لتحقيق تطلعاته المستهدفة. وسيستمر قطاع مصرفية الشركات في إعادة التوجيه والتأقلم السريع مع بيئة التشغيل، وسيواصل القطاع نموه مستغلاً نقاط قوته بغض النظر عن ديناميكيات السوق المتغيرة.

كما سيواصل المصرف التعاون مع مختلف برامج الدعم الحكومية لتمويل العملاء في القطاعات الناشئة الجديدة مثل السياحة والترفيه، وسيستمر أيضًا في تمويل مختلف المشاريع التي أطلقتها أو تدعمها الحكومة من خلال فريق التمويل المتخصص، مما يسهم بدوره في تعزيز مشاريع البنية التحتية والمشاريع العقارية في جميع أنحاء المملكة.

Close