التقرير السنوي 2021

الرئيسية

كلمة سعادة رئيس مجلس الإدارة

 

وفي محطةٍ رئيسية عبر رحلته الحافلة بالإنجازات، شهد العام 2021 إطلاق الهوية الجديدة لمصرف الراجحي، والتي يتم تناولها بالشرح والتحليل في ثنايا هذا التقرير، وذلك تحت مسمى ”ما بعد المصرفية – UNBANK THE BANK“.

عندما وضعنا استراتيجية “مصرف المستقبل” كنا نعلم حجم التحديات والعمل المطلوب للوصول إلى أهدافنا، بل والطموح أن نتجاوزها، واليوم ونحن نطور هويتنا لتحمل شعار “ما بعد المصرفية” فإننا سعيدون بما حققه المصرف، ومتطلعون للمزيد من خدمة اقتصاد بلادنا وعملاءنا ومجتمعنا.

نعي في مصرف الراجحي المتغيرات المتلاحقة في الاقتصاد العالمي، ونواكب التطورات التي يعيشها الاقتصاد السعودي و نُضاعف جهودنا لدعم الانطلاقة الجديدة للمملكة نحو المزيدِ من التقدم والازدهار بمشيئة الله، مُستفيدين إلى أقصى مدى من الإمكانات التقنية والطاقات البشرية التي بنيناها، وحريصين على تقديم كل المبادرات والأفكار المبتكرة لتعزيز رصيدنا من الإنجازات ومواصلة تقديم الدعم النوعي لكوادرنا من أبناء وبنات الوطن، باعتبارهم ثروةُ الحاضر ورصيدُ المستقبل للمصرف وللوطن ككل.

بجدارةٍ واستحقاق، ووِفق تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، احتلت المملكة العربية السعودية، المركز الأول عالمياً في الاستجابة لجائحة كورونا، وذلك بعد تقديم نموذج مثالي على المستوى العالمي، في مواجهة تداعيات الجائحة بكل كفاءةٍ واقتدار، الأمر الذي ساهم ولله الحمد، في العودة التدريجية للحياة الطبيعية واستئناف أوجه النشاط في كافة المجالات.

تمكنت بلادنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسموّ وليّ عهده الأمين - أيّدهم الله - ليس فقط من تجاوز هذه التحديات الصعبة، بل وتحويل تلك الصعوبات إلى قوة دفعٍ إلى الأمام، من خلال حِزم التحفيز المختلفة للقطاع الخاص، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، الذي ساهم فيه المصرف ضمن القطاع المصرفي تحت إشراف البنك المركزي السعودي، إضافة الى زيادة الإنفاق الحكومي بتأثيراته الإيجابية على مختلف القطاعات مثل زيادة فرص العمل وارتفاع معدلات الاستثمار المحلي والأجنبي، إلى جانب تحقيق التحولات الهيكلية التي تدعم النمو طويل الأجل، مع استمرار تطبيق الاصلاحات في سوق العمل.

لقد نجحت الخطوات التطويرية التي اتخذتها المملكة على الصعيد الاقتصادي ولمسنا جميعا الأثرَ الإيجابي في تحقيق أول فائضٍ فصلي في الميزانية للربع الثالث من عام 2021 وذلك منذ الربع الأول من عام 2019. تلك الخطوات المتتابعة على طريق النمو، مدعومةً بالنجاحات على كافة الاصعدة، تُوجت بتأكيد التصنيف الائتماني للمملكة من قبل وكالة “موديز“ عند مستوى (A1) مع تعديل النظرة المستقبلية من سلبيةٍ إلى مستقرة .

ومنذ انطلاقته الأولى قبل ستة عقود واصل مصرف الراجحي كأحد الكيانات والصروح الاقتصادية السعودية الكبرى مواكبة المراحل المتتابعة من النهضة والتنمية في المملكة. واليوم، يحتل المصرف بكل اعتزاز موقعه بين أكبر خمسة عشر مصرف على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية، والذي يضعه وبجدارة، في صدارة مصارف منطقة الشرق الأوسط، بوصول هذه القيمة إلى 354.5 مليار ريال (94.5 مليار دولار) مع نهاية العام 2021.

واصل المصرف ولله الحمد، تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية المتعددة، حيث سجل صافي الدخل بعد الزكاة 14.7 ريال، مقابل 10.6 مليار ريال للعام السابق، مع ارتفاع حقوق المساهمين بنسبة 15.8% لتصل إلى 67.3 مليار ريال، وإجمالي الأصول بنسبة 33% مقارنةً بالعام السابق لتبلغ 624 مليار ريال.

ولتأكيد ريادته في توفير منظومةٍ متكاملة من الحلول المالية للعملاء من الأفراد والشركات، تمكن المصرف من تقديم المزيد من الخدمات والحلول الرقمية للشركات الكبيرة، مع تقديم نفس الخدمات والحلول للشركات المتوسطة والصغيرة، حيث نمت محفظة تمويل هذا القطاع بنسبة 34% وكذلك محفظة التمويل العقاري بنسبة 63% بهدف دعم زيادة تملك المواطنين للمساكن، إلى جانب مواصلة العمل والشراكة مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة من أجل تحقيق المزيد من الحيوية والتنوع لاقتصاد بلادنا الغالية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

إن الدور المتنامي لمصرف الراجحي ورصيده من الانجازات، كان ولا يزال نتاجاً مباشراً للتطور المستمر للنظام المالي في المملكة، فضلاً عن التعاون المثمر والمتنامي مع البنك المركزي السعودي والجهات الرقابية وكافة العملاء والشركاء.

وفي محطةٍ رئيسية عبر رحلته الحافلة بالإنجازات، شهد العام 2021 إطلاق الهوية الجديدة لمصرف الراجحي، والتي يتم تناولها بالشرح والتحليل في ثنايا هذا التقرير، وذلك تحت مسمى ما بعد المصرفية - unbank the bank، وهي الهوية التي تستند إلى الاهتمام بالإنسان وتمكينه من الحصول على ما يفوق خياله من الخدمات والحلول المالية المتكاملة والذكية بأقصى سرعةٍ وسهولة.

وفي هذا التقرير تم تضمين ملامحَ من الدور الذي يعتز به جميع منسوبي مصرف الراجحي والمتمثل في الوفاء بالمسؤولية الاجتماعية باعتبارها الواجب الذي يمكن عن طريقه، رد جزءٍ ولو يَسير، من حق المجتمع الذي من خلاله كانت خطواتنا الأولى، وبدعمه انطلقنا، ولأجله نسعي إلى التطوير دون توقف، حيث تم في هذا الإطار، إطلاق مبادرة مشتركة مع إحدى أبرز مؤسسات القطاع الصحي الخاص لإجراء 91 عملية زراعة كُلىٰ بإشراف منصة شفاء في وزارة الصحة، إلى جانب التبرع بمبلغ سبعة ملايين ريال لصالح الحملة الوطنية لدعم العمل الخيري عبر منصة ”إحسان“، وغير ذلك من المبادرات التي نورد تفاصيلها عبر صفحات هذا التقرير.

أُضيفَ في العام 2021 لرصيدنا الحافل من التقدير المحلي والعالمي، العديد من الجوائز، من بينها عدد أربع جوائز عالمية جديدة من Global Banking & Finance لعام 2021 تشمل، أفضل بنك في دول مجلس التعاون الخليجي للخدمات المصرفية للأفراد، وأفضل بنك في المملكة للخدمات المصرفية الرقمية، وأفضل بنك في المملكة في النقد الأجنبي، وأفضل بنك في المملكة في أعمال الخزينة، بما يؤكد تفوق المصرف في مجال الخدمات المصرفية الرقمية وتحقيق أرقامٍ متميزة في نسب التمويل والحسابات المفتوحة رقمياً.

ومع كل استثمار، يظل الاستثمار في مواردنا البشرية على قمة الأولويات، باعتبارهم ثروةُ الحاضر ورصيدُ المستقبل. لذلك، نحرصُ من خلال التدريب المتقدم على إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية للنجاح والتفوق في عالم الخدمات المصرفية، وذلك من خلال أكاديمية مصرف الراجحي وغيرها من البرامج التدريبية المتخصصة، بهدف أن تكون كوادرُنا المتميزة بمثابة مستشارين متخصصين ومبادرين لتقديم الحلول المالية للعملاء والشركات، وكذلك لتحقيق هدفنا القائم والمستمر، في أن يكون مصرف الراجحي هو بيئة العمل المفضلة للتوظيف، مع الاستمرار في دعم الكوادر النسائية وتأهيلهن للعمل والإنجاز في كافة الإدارات والقطاعات والمستويات الوظيفية.

وفي الختام، نتشرف جميعاً في مصرف الراجحي بأن نرفع أسمىٰ آيات الشكر والامتنان والتقدير، لقائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين، وسموّ وليّ عهده الأمين - أيّدهم الله، لما تُحققه بلادُنا الغالية، في ظل قيادتهم الحكيمة، من تقدمٍ ورفعةٍ وازدهار، والشكر موصولٌ لوزارة المالية ووزارة التجارة والاستثمار ووزارة الصحة والبنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية، وكافة الجهات الحكومية، مع وافر الشكر والتقدير لمساهمينا وعملائنا الكرام وشركائنا الأفاضل، ولأصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء الهيئة الشرعية في مصرف الراجحي لنصائحهم وإرشاداتهم القيّمة، كما أشكر زملائي الكرام أعضاء مجلس الإدارة، مُعبراً عن فائق الاعتزاز بكوادرنا البشرية في كافة الإدارات والقطاعات والشركات التابعة، التي تُساهم بكُل تفانٍ وإبداعٍ وإخلاص، في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية، مع دعواتٍ إلى المولى جلَّ في عُلاه، أن يحفظ بلادنا الغالية، وأن يُديم عليها نِعم الأمن والأمان، لتواصل رسالتها الحضارية، لخير الإنسان في كُل زمانٍ ومكان.

والله وليّ التوفيق

 

عبد الله بن سليمان الراجحي
رئيس مجلس الأدارة

Close