التقرير السنوي 2021

الرئيسية

كلمة الرئيس التنفيذي

 

بهذا الرصيد الوافر من الإنجازات، نتطلع جميعاً في مصرف الراجحي إلى المستقبل بتفاؤلٍ وثقةٍ وثبات، مُواصلين تطبيق استراتيجية ”مصرف المستقبل“.

بعد استكمال ترسيخ قاعدة الانطلاق، من خلال اعتماد استراتيجيته الجديدة ”مصرف المستقبل“، يُواصل مصرف الراجحي بنجاح، تطبيق خططه الطموحة، مُتجاوزاً بعون الله، كل الصعوبات والتحديات، مُواكباً كل المتغيرات، مُوفراً كل جديدٍ ومبتكرٍ من الحلول المالية والخدمات، مُنطلقاً بثقةٍ وثبات، إلى حيث الهدف المنشود والموقع المستحق، ليكون بجدارة ”مصرف المستقبل“.

تمكن مصرف الراجحي، بدعمٍ متواصلٍ من مجلس الإدارة، وفي ظل التطورات الإيجابية التي شهدها الاقتصاد السعودي في 2021، من مواصلة الأداء المتميز وتعزيز ريادته على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، حيث تمثلت النتائج الإيجابية في ارتفاع ودائع العملاء بنسبة (34%) مقارنةً بالعام السابق، بما يتفق مع التوسع الإجمالي في الأصول، إلى جانب تسجيل زيادة في معدل إقبال العملاء على استخدام تسهيلاتنا التقنية وخدماتنا الذاتية والتي تشمل العديد من الخدمات لعملائنا من الأفراد و الشركات، مع الاستثمار الأمثل لريادتنا الرقمية في الاستحواذ على حصة قوية في سوق الخدمات المصرفية الرقمية، وتقديم قيمة متزايدة لأصحاب المصلحة، حيث بلغت نسبة المعاملات الرقمية (90%) من مجموع عمليات المصرف.

وفي إطار دوره الرائد والمتنامي، ومشاركته الفاعلة في تحقيق أهداف الرؤية المباركة، رؤية 2030، يحرص مصرف الراجحي على زيادة وتطوير دعمه المتواصل لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما يُساهم في تحقيق التحولات الهيكلية التي تدعم النمو على المدى الطويل، حيث نَمَت محفظة المصرف المخصصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بنسبة 61%، وتمويل الشركات بنسبة 33% خلال عام 2021، كما نمت القروض العقارية بنسبة 63% خلال نفس العام، والتي تستهدف دعم زيادة نسبة تملك المواطنين للمساكن ضمن برنامج الإسكان في المملكة.

لقد واصل مصرف الراجحي خلال عام 2021، التنفيذ الناجح لاستراتيجية ”مصرف المستقبل“، مُستنداً إلى الآفاق المبشرة باستمرار النمو وتحقيق الأرباح، وذلك من خلال حماية امتيازه الأساسي للخدمات المصرفية للأفراد، والاستمرار في البناء على قدراته الرقمية الرائدة في السوق، مع التوسع في التحول من التعامل المادي إلى التعاملات الرقمية.

ومن أجل بناء قدراتٍ جديدة لزيادة حصته بشكل مُربح، عمل المصرف، على تنمية حصصه السوقية الأصغر في بعض القطاعات التي لا تزال في مراحل التطوير، ومن بينها، الخدمات المصرفية الخاصة والخدمات المصرفية للشركات والأعمال الصغيرة، بالإضافة إلى شركة ”إمكان“ الجديدة للتمويل وشركة ”نيوليب“ لخدمات المدفوعات.

من جانبٍ آخر، واصلنا تحسين تجربة العملاء، حيث جاء تصنيفُنا بالمرتبة الأولى في ”مؤشر صوت العميل“، من حيث حجم ومستوى خدماتنا المصرفية الرقمية والتقليدية، بالإضافة إلى الحصول على أعلى تصنيف لتطبيقات الجوال بمستوى 4.7 من قِبل 2.3 مليون مُستخدم، كما حرصنا على توفير إمكانية فتح الحسابات والحصول على التمويل الشخصي والموافقات للعملاء عبر الخدمات الرقمية، حيث يُمكنهم التقدم رقمياً للاستفادة من عروضنا المتنوعة لبطاقات الائتمان لخدمات التمويل العقاري والسيارات.

لقد قمنا أيضًا بتحسين تطبيق ”الراجحي أعمال“ لتعزيز عروض منتجاتنا النهائية. وقد ساعد ذلك في جذب المزيد من العملاء من الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال خدمة فتح الحساب عبر الإنترنت، مع مواصلة تحسين عروض منتجاتنا لخدمة مختلف الشرائح من العملاء.

كما تمكّن المصرف من تقديم المزيد من الخدمات والحلول الرقمية لدعم الشركات الكبيرة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسريع وتسهيل أنشطتها المالية خلال المراحل المختلفة لرحلتها نحو النمو، حيث قُمنا بتحسين هذه الرحلة وتقليص الوقت المستغرق لاستكمالها، مع عرض منتجاتنا للمساعدة، باعتبار تلك الشركات والمؤسسات، شريكاً استراتيجياً مع مصرف الراجحي في العمل المشترك لتحقيق اقتصادٍ وطنيٍ مُتنوع.

وفي ترجمةٍ عملية لحرص المصرف على أن يظل العملاء دائماً في بؤرة الاهتمام، يتم وباستمرار، التركيز على تلبية احتياجاتهم وزيادة نقاط الاتصال معهم، مع تعزيز موقعنا التنافسي، من خلال تكثيف تواجدنا ومشاركاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيق الرؤى القائمة على البيانات والتسويق المستهدف، مع تقديم منتجات وحلول جديدة لتلبية احتياجات العملاء المتزايدة والمتطورة، وتوسيع نطاق الخدمات والحلول عبر الشركات التابعة لاستكمال منظومة الأعمال المصرفية، حيث يتم في هذا السياق:

  • متابعة ”مؤشر صوت العميل“ والتركيز على النقاط التي يمكن أن تكون مصدراً للشكوى بهدف الحفاظ على تصنيفنا في المرتبة الأولى.
  • تحسين عروض منتجاتنا الرقمية ورحلة العميل.
  • إنشاء نظام بيئي مالي يتعاون فيه كل من مصرف الراجحي وشركتي ”إمكان“ للتمويل الجديدة وشركة المدفوعات الجديدة
  • ”نيوليب“ وغيرها من الشركات التابعة لزيادة عروض منتجاتنا لتلبية احتياجات عملائنا من الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
  • الاستفادة من قاعدة عملائنا الكبيرة والعملاء الرقميين النشطين، من خلال البيانات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من أجل زيادة فرص البيع المتقاطع لزيادة الإيرادات والأرباح.

وعبر رحلته في عالم الاستثمار، كان الاستثمار في رأس المال البشري ولايزال، على قائمة الأولويات، حيث نحرص باستمرار على تعزيز تجربة الموظفين في هذا الصرح الاقتصادي الوطني الذي تحول إلى مكان عملٍ ملهم، من خلال برامج التدريب والتطوير المتخصصة ومزايا الموظفين، وتوفير البنية التحتية اللازمة لأداء العمل من المنزل، وجذب واستقطاب المواهب ورعايتها والاحتفاظ بها، مع تقييم وتطوير وإدارة المواهب، بالإضافة إلى دعم كوادرنا الوطنية وتوفير فرص التعلم والتدريب، بما يحقق لهم التقدم الوظيفي.

وحيث أن توجهات الأعمال الاستراتيجية للمصرف، وكذلك توقعات العملاء خلال السنوات القليلة الماضية قد تطورت بشكلٍ كبير، فقد تطلب ذلك، مواءمة شبكة أعمال المصرف بالكامل، وقنواته، وموارده البشرية، مع هذا التحول، باعتباره مفتاحاً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لمصرف الراجحي لعام 2022 وما بعده .

من جانبٍ آخر، نعمل باستمرار على تحديث البنية التحتية لأكاديمية مصرف الراجحي لتوفير المزيد من البرامج الرقمية، التي تُوفر مرونة عالية وتساعد على تقديم أعلى مستويات التدريب المتخصص، مع التأكيد على أهمية برنامج تطوير الخريجين في توفير رصيد مُستدام من المواهب بهدف إعداد قادة المستقبل.

لقد جاء تغيير هوية مصرف الراجحي ”ما بعد المصرفية“ ليعكس مكانة المصرف كعلامة سعودية عالمية تُعد من الأكبر على مستوى المنطقة، وكذلك حرص المصرف على إضافة قيمة للمساهمين، وزيادة القدرة على جذب المزيد من العملاء الرقميين، وتعزيز التواصل والمشاركة التجارية وتحقيق الميزة التنافسية. وفي ظل تلك الإنجازات، احتفظ المصرف بجوهر هويته التي تتميز بعراقةٍ تمتد الى أكثر من ستة عقود، والتي شكلت إحدى دعائم القطاع المصرفي السعودي، وارتبطت في ذهن عملاء المصرف في المملكة وحول العالم، بالنجاح والتطور والريادة في تقديم الخدمات والمنتجات المصرفية للأفراد والشركات.

وتقديراً لدور مصرف الراجحي في خدمة الاقتصاد الوطني، والاستثمار والقطاع العقاري، وتقديم أفضل الخدمات الجديدة والمبتكرة، فقد حصل المصرف على العديد من الجوائز من بينها، جائزة المركز الأول لأفضل برنامج علاقات المستثمرين، ضمن جوائز السوق المالية السعودية لعام 2020، إلى جانب سبع جوائز من وزارة الإسكان في قطاع الإسكان والتمويل العقاري، وغير ذلك من الجوائز الواردة تفصيلاً خلال هذا التقرير، مما يؤكد اعتزاز جميع منسوبي مصرف الراجحي بدورهم في خدمة التنمية الاقتصادية في بلادنا الغالية، وتحقيق أهداف رؤية 2030.

بهذا الرصيد الوافر من الإنجازات، نتطلع جميعاً في مصرف الراجحي إلى المستقبل بتفاؤلٍ وثقةٍ وثبات، مُواصلين تطبيق استراتيجية ”مصرف المستقبل“ وتقديم كل جديدٍ ومبتكرٍ من الحلول المالية والخدمات، مُؤكدين ريادتنا في عالم الخدمات المصرفية، محلياً وإقليمياً ودولياً.

وختاماً.. نتقدم بوافر الشكر والتقدير، للمساهمين والعملاء وشركاء النجاح، مع فائق الامتنان لدعم وتوجيهات البنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية، ولأصحاب السعادة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، وتحية تقدير واعتزاز، للزميلات والزملاء، في مختلف الإدارات والشركات التابعة وكافة القطاعات، الذين يُؤكدون بتميّزهم وإبداعهم أنهم بحق، أغلى ما يملِكُ المصرفُ من ثَروات.

والله الموفِّق

 

وليد بن عبد الله المقبل
الرئيس التنفيذي

Close