في الوقت الحالي، لا توجد إدخالات متاحة للعرض

منظور الأعمال
الشبكة الدولية

مصرف الراجحي – الأردن
أكد الأردن في عام 2024 قدرته على الصمود والحفاظ على استقراره الاقتصادي في خضم التحديات الإقليمية والدولية، بفضل التزامه الراسخ بتطبيق سياسات اقتصادية مدروسة وإصلاحات هيكلية طموحة مكنته من تجاوز التحديات الخارجية المتعاقبة التي عصفت بالاقتصاد العالمي. وقد أثمرت هذه الجهود في رفع التصنيف الائتماني للأردن لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا، مما يجسد ثقة المؤسسات المالية العالمية في كفاءة السياسات الاقتصادية التي تتبناها المملكة الأردنية الهاشمية.
وفي ظل استمرار الصراعات الإقليمية وتوقف بعض طرق التجارة، من المتوقع أن تتأثر وتيرة الاقتصاد الأردني سلبًا، مما يضعف ثقة المستهلكين والمستثمرين ويؤثر على عدد من القطاعات الحيوية مثل السياحة والتجارة والبناء. بيد أنه تُشير التقديرات إلى أن هذه الآثار ستظل محدودة نسبيًا، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل الاقتصاد الأردني نموًا بمعدل 2.4% في عام 2024، ومن المتوقع أن يعوض الأداء القوي لصافي الصادرات تراجع الطلب المحلي، فيما يرتفع النمو إلى 2.5% في عام 2025. وقد حافظ التضخم على مستوياته المنخفضة عند 2%، وذلك بفضل السياسة النقدية الحكيمة التي ينتهجها البنك المركزي الأردني والجهود الحثيثة التي يبذلها للحفاظ على استقرار سعر الصرف.
وفي ظل هذه التحديات على شتى الأصعدة، استطاع القطاع المالي الأردني خلال العام قيد المراجعة أن يحافظ على قوته وصلابة المركز المالي للبنوك العاملة فيه. ومن المتوقع أن ينخفض عجز الحساب الجاري إلى 4.4% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام، مما يتيح للبنك المركزي الأردني فرصة لتعزيز احتياطياته النقدية، في حين يُتوقع أن يرتفع العجز بنسبة بسيطة إلى 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025. وفي المقابل، أدت السياسات النقدية الانكماشية المتبعة عالميًا إلى رفع تكلفة التمويل إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما أشعل المنافسة بين البنوك المحلية في الأردن للحفاظ على قاعدتها من الودائع. كما تراجعت رغبة العملاء في الحصول على التمويلات نتيجة لهذه التطورات الاقتصادية.
وفي ظل هذه الظروف، تمكن مصرف الراجحي - الأردن من تحقيق أداء مالي قوي في عام 2024، إذ سجل نموًا كبيرًا نسبته 23% في صافي الدخل على أساس سنوي، ويُعزى ذلك إلى الزيادة الكبيرة التي حققها في الدخل المعتمد على العائد والدخل من الرسوم، فضلًا عن كفاءة إدارته للمصاريف التشغيلية وتكلفة التمويل. وأسهمت استراتيجية الفرع الدولي المرتكزة على تعزيز نمو الأعمال ورفع كفاءة المصرف في تحسين مؤشرات الأداء الرئـيسية، مثل خفض نسبة التكلفة إلى الدخل، وزيادة العائد على الأصول والعائد على حقوق المساهمين. وبفضل هذا الأداء المتميز، استطاع مصرف الراجحي – الأردن تحقيق الصدارة على مستوى القطاع المصرفي الأردني خلال العام قيد المراجعة.
افتتاح المقر الجديد في عمّان
شهد العام قيد المراجعة إنجازًا استراتيجيًا بارزًا تمثل في افتتاح المقر الرئـيسي الجديد لمصرف الراجحي – الأردن في العاصمة عمّان في سبتمبر 2024. وأقيم حفل الافتتاح تحت رعاية معالي الدكتور عادل أحمد الشركس، محافظ البنك المركزي الأردني، وبحضور نخبة متميزة من قيادات مجموعة الراجحي من السعودية والأردن.
ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول استراتيجية، تجسد مسيرة النمو والتوسع التي شهدها المصرف منذ دخوله السوق الأردنية في عام 2011، إذ توسعت شبكة فروعه من فرعين فقط إلى 13 فرعًا في مختلف أنحاء المملكة الأردنية، من بينها 3 فروع تم افتتاحها خلال الفترة المشمولة بالتقرير. ويأتي المقر الجديد ليُرسخ مكانة مصرف الراجحي – الأردن في السوق الأردنية، التي ما زالت سوقًا واعدة وحيوية.
تعزيز النظم والبنية التحتية التقنية
شهد مصرف الراجحي – الأردن في عام 2024 مجموعة من التحسينات الكبيرة في بنيته التحتية التقنية، إذ حقق الفرع الدولي قفزة نوعية بإطلاق نظام المصرفية الرئـيسي الجديد خلال العام قيد المراجعة. وقد جاء هذا النظام الشامل، القائم على بنية رقمية متطورة، ليعالج أوجه القصورِ الكامنة في النظام السابق، ويسهم في مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع المصرفي في المملكة الأردنية الهاشمية.
وقد فتح إطلاق هذا النظام آفاقًا جديدةً أمام مصرف الراجحي – الأردن لإطلاق منصة رقمية متكاملة للخدمات المصرفية، تُلبّي احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء، وتدعم تطبيقات الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهواتف الذكية، مع توفير باقة من الخدمات والميزات المبتكرة التي تعزز تجربة العملاء وتحقق لهم أقصى درجات الراحة. وعمدَ الفرع الدولي أيضًا إلى إطلاق نظام تمويلي حديث متكامل مع نظام المصرفية الرئـيسي، بهدف دعم وتحسين جميع العمليات التمويلية في مصرف الراجحي - الأردن، مثل عمليات التحويل وفتح الحسابات.
ومن أبرز النتائج التي أسفر عنها هذا التطوير في الأنظمة والبنية التحتية خدمة فتح الحسابات الرقمية، التي تمثل إضافة مهمة لتحسين تجربة العملاء. وقد مثلت خدمة الاستقطاب الرقمي للعملاء نقطة فارقة في مسيرة التحول الرقمي للمصرف، وأُطلقت حملة ترويجية رقمية لها على نطاق واسع حققت نتائج غير مسبوقة، إذ وصلت الحملة إلى أكثر من 3 ملايين حساب على وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، وحصدت أكثر من مليوني مشاهدة، وجذبت 100,000 مستخدم جديد إلى الموقع الإلكتروني للمصرف. وأسفرت الحملة عن تحميل تطبيق الهاتف الجوال أكثر من 22,000 مرة وفتح أكثر من 3,000 حساب رقمي جديد، تجاوز إجمالي الودائع فيها مليون دينار أردني.
وقد ساعد نظام المصرفية الجديد مصرف الراجحي – الأردن في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لعملائه، وذلك من خلال توفير باقة كبيرة من الحلول التقنية المبتكرة، إذ أتاح لهم ميزات وتسهيلات رقمية إضافية، منها على سبيل المثال المدفوعات الرقمية بدون بطاقات، وإجراء التحويلات المالية الدولية بكل يسر، وإدارة البطاقات المصرفية بكفاءة عالية، بالإضافة إلى خيارات متعددة لفتح الحسابات، فضلا عن إمكانية حجز المواعيد إلكترونيًا، وتقديم طلبات الحصول على صناديق الأمانات أو الشهادات المصرفية، وغيرها من الخدمات المتطورة. ويقدم تطبيق "Al Rajhi Mobile JO" تجربة رقمية ثرية تركز على تلبية احتياجات المستخدمين، وتسهل عليهم إدارة حساباتهم وبطاقاتهم، بفضل إضافة ميزات جديدة مثل سداد الفواتير إلكترونيًا، وإمكانية الحصول على تمويل فوري دون الحاجة إلى زيارة أي من فروع المصرف، مما يسهم في تعزيز كفاءة الخدمات المصرفية وتوفير الوقت والجهد على العملاء. ويتوافق التطبيق مع أحدث المعايير التقنية في القطاع المصرفي، ويتكامل مع مجموعة من أنظمة الدفع الإلكتروني الرائدة، مثل خدمات "Apple Pay" والسداد المباشر لفواتير الشراء من خلال خطوط الاتصالات المتنقلة (DOB) ونظام الدفع الفوري الأردني (CliQ)، وفقًا لتعليمات البنك المركزي الأردني. وقد جرى أيضًا دمج نظام إدارة علاقات العملاء مع تطبيق الهاتف الجوال ومنصة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، بهدف تعزيز تجربة العملاء وإثرائها وتخصيصها وفقًا لاحتياجاتهم الفردية.
وبنهاية العام قيد المراجعة، تجاوزت نسبة العملاء المسجلين على تطبيق الهاتف الجوال ومنصة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت التابعة لمصرف الراجحي – الأردن 50% من إجمالي قاعدة عملاء المصرف.
وإلى جانب هذه التحسينات الكبيرة في البنية التحتية التقنية، توجه المصرف إلى تقديم العديد من خدمات تقنية المعلومات التي كانت تقدمها أطراف خارجية، مما أسهم في تعزيز استقلالية الفرع الدولي في إدارة العمليات التشغيلية المختلفة وتحسين الكفاءة والمرونة في أدائه.
شهد عام 2023 تعاونًا ناجحًا بين المصرف وشركة "نيوليب" للتقنية المالية التابعة للمجموعة، وقد أسفر هذا التعاون عن إطلاق محفظة "urpay" الرقمية التابعة للمجموعة في السوق الأردنية، والتي شهدت إقبالاً كبيراً في هذه السوق المتنامية، بفضل تقديمها خدمات متنوعة مثل المدفوعات الفورية والتحويلات المالية وسداد الفواتير وإصدار البطاقات الافتراضية، بالإضافة إلى العديد من الميزات الأخرى. وبلغ عدد المستخدمين المسجلين فيها في نهاية عام 2024 أكثر من 5000 مستخدم. وفي إطار جهود التطوير المستمرة، باشر الفرع الدولي خلال العام قيد المراجعة مفاوضات مع عدد من الموردين بهدف تطوير إصدار محسَّن من urpayJO، يتضمن ميزات وخدمات إضافية من شأنها أن تسهم في تحسين تجربة المستخدم.
وأطلق المصرف خدمة استحواذ الشركات في عام 2023 باستخدام منتج آخر من منتجات شركة نيوليب وهو خدمة نقاط البيع (neoPOS)، وتوفر هذه الخدمة للمتاجر المحلية حلولًا متكاملة لقبول المدفوعات داخل المتجر وعبر الإنترنت بسهولة تامة. وواصل المصرف في عام 2024 جهوده الحثيثة الرامية إلى توسيع شبكة نقاط البيع، إذ سجل في الخدمة 492 متجرًا وأكثر من 600 جهاز نقاط بيع، مما عزز من حضور المصرف في السوق المحلية.
تعزيز الاستقلالية التشغيلية
في إطار إطلاق الاستراتيجية المؤسسية العامة للمجموعة تحت شعار "المصرفية المتكاملة" في مطلع الفترة المشمولة بالتقرير، أعلنت المجموعة رسميًا عن منح الإدارات المعنية بالأعمال في جميع الفروع الدولية –بما فيها مصرف الراجحي - الأردن– صلاحيات أكبر بصفتها الجهة المخولة باتخاذ القرارات النهائـية وفقًا للهيكل التنظيمي الجديد، مما أتاح لها مرونة أكبر في اتخاذ القرارات الائتمانية. وعلى إثر تفعيل هذه الاستراتيجية، بادر مصرف الراجحي – الأردن باستكشاف الفجوات السوقية الجديدة في الأسواق المحلية وسد هذه الفجوات، من خلال زيادة منتجات صرف العملات الأجنبية بهدف استقطاب شرائح جديدة من العملاء، ليوطّد بذلك مكانته في السوق نظرًا لتقديمه أفضل أسعار صرف العملات. وقد أثبت هذا التوجه الاستراتيجي نجاحه الكبير، إذ حقق المصرف نموًا تجاوز 45% في إيرادات صرف العملات الأجنبية خلال هذا العام.
ومن جهة أخرى، قدمت مجموعة الراجحي دعمًا قويًا لمصرف الراجحي – الأردن في عدة صفقات دولية، مما أسهم في زيادة إيرادات الفرع الدولي. كما اعتُمد المصرف وكيلًا رسميًا لمقاصة العملة الأردنية بين جميع مراسلي مجموعة الراجحي، مما أسهم في تحسين مستوى السيولة لدى المصرف وزيادة الدخل المتأتي من الرسوم.
استقطاب أفضل الكفاءات والحفاظ عليها
شهد الفرع الدولي خلال الفترة المشمولة بالتقرير سلسلة من تعيينات الكوادر القيادية، كان من أبرزها تعيين رئـيس المجموعة المصرفية للأفراد ورئـيس مجموعة الموارد البشرية. وقد أثمرت هذه التعيينات عن تطورات نوعية على المستويين التشغيلي والإداري لمصرف الراجحي – الأردن خلال هذا العام، ففي ظل القيادة الجديدة لمجموعة الموارد البشرية، أجرى المصرف مراجعة شاملة لسياسات وإجراءات الموارد البشرية، مع التأكيد على الامتثال التام بالمعايير والضوابط التنظيمية، وتحسين آليات التوظيف، واعتماد حلول الأتمتة، وتبسيط الإجراءات المتبعة فيما يتعلق بالموارد البشرية، وغرس ثقافة مؤسسية قوامها التعاون والتعلّم والشمولية، مما أسفر عن ارتفاع معدلات الرضا بين صفوف الموظفين ورفع مستويات الإنتاجية على مستوى الفرع الدولي بأكمله.
ويولي مصرف الراجحي – الأردن اهتمامًا بالغًا بإشراك الموظفين، باعتبارهم ركيزة أساسية في نجاحه، حيث يحرص المصرف على غرس ثقافة التعاون والمشاركة من خلال إطلاق مبادرات وبرامج دورية تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية وتحفيز المشاركة الفعالة للموظفين على جميع المستويات. وفي هذا السياق، اعتمد المصرف منهجية مُبتكرة لتطوير هيكله التنظيمي لا يقتصر أثرها على تحسين تصميم الهيكل التنظيمي فحسب، بل تضمن أيضًا تعزيز مسارات التطور الوظيفي واستقطاب الكفاءات. وخلال العام قيد المراجعة، راجع الفرع الدولي الأوصاف الوظيفية وأعاد صياغتها لضمان توافقها التام مع الهيكل التنظيمي الجديد ووضوح الأدوار والمسؤوليات على مستوى المصرف. واستخدم المصرف تقنيات الأتمتة لتبسيط عملياته الرئـيسية، مما أسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية وإيجاد بيـئة محفزة على الابتكار في شتى وظائف الموارد البشرية. إضافة إلى ذلك، أطلق المصرف دورة متكاملة لتقييم الأداء، مع تقديم إرشادات وتوجيهات استباقية للمديرين حول أفضل الممارسات المتبعة في التقييم لإجراء جلسات تقييم بنّاءة وفعّالة تسهم في تطوير أداء الموظفين وتحقيق الأهداف المؤسسية.
ويُولي مصرف الراجحي – الأردن أهمية قصوى للاستثمار في تنمية القدرات البشرية وصقل مهارات كوادره، إذ يُوفّر لهم باقة متكاملة من الدورات التدريبية الإلكترونية التي تُغطي شتى المجالات لضمان إلمامهم بآخر المستجدات في القطاع المصرفي. وقد حظي موظفو الخطوط الأمامية بعناية فائقة من خلال تقديم برنامج تدريبي مُعدّ خصيصًا لهم، يهدف إلى تعزيز كفاءاتهم المهنية، والارتقاء بمستوى خدمة العملاء، وتصدير صورة مُشرّفة عن المصرف.
وفي إطار حرصه على إعداد جيل واعد من الكفاءات المستقبلية المتميزة، استضاف المصرف نخبة متنوعة من طلاب الجامعات والخريجين في برنامج تطوير الخريجين، ليتيح لهم فرصة اكتساب خبرات عملية قيّمة، وقد تمكّن عدد منهم من الانضمام إلى فريق عمل المصرف بدوام كامل بعد إتمام فترة التدريب.
النظرة المستقبلية
يُجدّد مصرف الراجحي – الأردن التزامه الراسخ بالعمل وفقًا لاستراتيجية مجموعة الراجحي الجديدة الطموحة التي تحمل اسم "المصرفية المتكاملة"، في ظل مواصلة تنفيذ خطته الاستراتيجية الثلاثية خلال عام 2025، مع التركيز على تحقيق النمو الشامل في مختلف قطاعات الأعمال، واستثمار الإمكانات الهائلة التي يُتيحها نظام المصرفية الرئـيسي الجديد في إطلاق باقة مُتنوّعة من المنتجات والحلول المصرفية الجديدة والمُبتكرة، وفقًا لأعلى المعايير المعتمدة في المجموعة. وفي إطار تعزيز بنيته التقنية وتطوير خدماته الرقمية، أبرم مصرف الراجحي – الأردن اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة "إجادة"، وهي شركة تابعة لمجموعة الراجحي ومتخصصة في تقنية المعلومات، بهدف تحديث نظام إدارة علاقات العملاء وتحسين تجربة وواجهة المستخدم لتطبيق الهاتف الجوال في المستقبل القريب.