المبادرات البيـئـية

تقليل الأثر البيـئـي للمصرف

واصلنا خلال العام قيد المراجعة جهودنا الرامية إلى تقليل البصمة الكربونية التشغيلية للمصرف. وفي هذا السياق، اضطلعت شركة "تدير" – الذراع المتخصصة في إدارة العقارات والممتلكات والمرافق ضمن مجموعة الراجحي – بدور محوري في تعزيز مبادرات ترشيد استهلاك الطاقة والموارد في ممتلكات المجموعة خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

وخلال عام 2024، استكملنا مسيرة كفاءة استهلاك الطاقة، وذلك من خلال تنفيذ سلسلة من المبادرات الاستراتيجية، شملت تحديث أنظمة تكييف الهواء والتحكم في درجة الحرارة وتطويرها، والتحول إلى معدات خفض استهلاك الطاقة، وتركيب أفلام تظليل النوافذ، واستخدام أنظمة إضاءة من نوع LED، ما أسهم في تحقيق وفورات أكبر في استهلاك الطاقة.

ومن جهة أخرى، واصل برج مصرف الراجحي – المقر الرئـيسي للمصرف ومبنى عملياته (الذي اكتمل إنشاؤه في عام 2018) – تحسين كفاءة استهلاك الطاقة من خلال الاستفادة من نظام إدارة المباني، ومراقبة استهلاك الطاقة وتحسينه، وإدارة توزيع الإضاءة والهواء النقي، مع ضمان توفير بيـئة عمل آمنة ومثاليه لموظفيه. كما استمر المقر الرئـيسي في تأكيد التزامه بالامتثال الصارم للسياسات والمتطلبات البيـئـية المعتمدة من خلال حصوله على شهادة اعتماد ISO للممارسات البيـئـية المستدامة. وامتدادًا لهذه الجهود، تم تزويد 64 من ممتلكات مصرف الراجحي بأنظمة طاقة شمسية، ما أدى إلى تحقيق وفورات أكبر في التكاليف. (للاطلاع على مزيدٍ من التفاصيل، يُرجى الرجوع إلى قسم شركة تدير العقارية، وتحديدًا الصفحة 73)

تمكَّن مصرف الراجحي بفضل تدابير الاستدامة الاستراتيجية التي اتخذها من خفض بصمته الكربونية التشغيلية بشكل عام، وتحقيق وفورات تقديرية تبلغ نحو 2.5 مليون ريال سعودي من إجمالي فاتورة الطاقة السنوية، الأمر الذي يعزز كفاءة الأداء على المدى البعيد.

إدارة الموارد الطبيعية

في إطار التزامه بالمسؤولية البيـئـية، يسعى مصرف الراجحي إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية في جميع عمليات المجموعة. وتحقيقًا لهذا المسعى، أطلق المصرف العديد من المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل الأثر البيـئـي الناجم عن عملياته.

استخدام الأراضي والتنوع البيولوجي

بالشراكة مع ذراعه المتخصصة في إدارة العقارات والممتلكات "تدير"، واصل مصرف الراجحي العمل على الحد من الآثار السلبية لعملياته على التنوع البيولوجي من خلال اتخاذ التدابير اللازمة عند استخدام الأراضي للمشاريع الإنشائـية الجديدة أو تجديد فروع المصرف.

ترشيد استهلاك المياه

إدراكًا منه لأهمية الحفاظ على موارد المياه بكافة السبل الممكنة ونظرًا لندرة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي، فقد اتخذ المصرف عدة تدابير لترشيد استهلاكه للمياه، ومن أهمها تركيب عدادات تدفق المياه بالموجات فوق الصوتية ضمن نظام إدارة المباني وذلك لتمكين الرقابة الصارمة لاستهلاك المياه والتحكم به بشكل دقيق. وفي برج الراجحي، لم تذهب قطرة ماء هدرًا! فقد حرص المصرف على تطوير نظام التناضح العكسي ليعيد استغلال مياه الصرف المعالجة لأغراض الري. وبفضل هذه التدابير، حقق المصرف نتائج ملموسة، إذ بلغ استهلاك المصرف للمياه 443.64 ميغالتر في عام 2024.

تعزيز استخدام التقنيات الرقمية

يسير مصرف الراجحي بخطى واثقة نحو المستقبل الرقمي، مستفيدًا من مكانته كأحد أكبر المصارف في المنطقة، حيث يدير المصرف عمليات ضخمة للمعاملات غير الورقية تتجاوز 200,000 معاملة يوميًا. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه تم فتح 95% من مجموع الحسابات الجارية الجديدة خلال العام قيد المراجعة وتنفيذ حوالي 60% من عمليات التمويل الشخصي بالكامل من خلال القنوات الرقمية، في دليل واضح على نجاح المصرف في تسريع التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية.

الحد من التلوث والنفايات

يحرص مصرف الراجحي على الامتثال التام لجميع الأنظمة واللوائح المعمول بها بشأن إدارة النفايات في الدول التي يزاول فيها أعماله، وذلك من خلال اتباع أفضل الممارسات في إعادة استخدام النفايات التي يتم جمعها وإعادة تدويرها وتخزينها ومعالجتها. وفي هذا الإطار، تعاقد المصرف مع جهة خارجية متخصصة ومسجلة لدى أمانة منطقة الرياض لإدارة عمليات التخلص من النفايات وإعادة تدويرها في شبكة فروعه المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، بما يضمن الالتزام بالمعايير التنظيمية المحلية. وتعكس هذه الشراكة التزام المصرف بتطبيق ممارسات مستدامة وفعالة في إدارة النفايات. وإلى جانب التخلص الآمن من النفايات، يحرص المصرف على التبرع بشكل منتظم بالأجهزة الإلكترونية التي لم يعد يستخدمها، مثل الحواسيب المحمولة والطابعات والحواسيب المكتبية. ويجري العمل حاليًا على إطلاق مبادرة سنوية للتبرع بالأجهزة الإلكترونية.

نحو مستقبل مستدام في دول مجلس التعاون الخليجي

تمضي دول مجلس التعاون الخليجي بخطى ثابتة نحو تنويع اقتصاداتها بعيدًا عن الاعتماد على النفط، مستندةً إلى استراتيجيات طموحة تعزز القطاعات غير النفطية؛ فقد أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة "استراتيجية الإمارات للطاقة 2050" وتعهدت باستثمار ما بين 150 إلى 200 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2030، فيما تتطلع المملكة العربية السعودية إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية للغازات الدفيـئة بحلول عام 2060، بالإضافة إلى استهداف توليد 50% من الطاقة الكهربائـية من مصادر متجددة بحلول عام 2030 ضمن إطار رؤية السعودية 2030. ونتيجة لذلك، تكتسب الاستثمارات الخضراء زخما في منطقة مجلس التعاون الخليجي.

في هذا السياق، شهد عام 2024 إقدام شركة نيوم في المملكة العربية السعودية على تكليف مجموعة من البنوك، من بينها وحدة الأوراق المالية التابعة لمصرف الراجحي، لتقديم الاستشارات بشأن أول طرح لسندات مقومة بالريال السعودي ضمن خطة لجمع 1.5 تريليون دولار لتمويل المدينة المستقبلية.

وفي خطوة رائدة في مجال التمويل المستدام، بادر مصرف الراجحي إلى تقديم تمويل جماعي مستدام ومتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية بقيمة 1.92 مليار دولار أمريكي، ليكون بذلك قد أنجز أكبر عملية تمويل من قبل مصرف في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2024. ويدرك المصرف الدور المحوري الذي تؤديه المؤسسات المالية في التحول نحو اقتصاد مستدام ومنخفض الكربون لمواجهة تحديات التغير المناخي. وانطلاقًا من هذا الإدراك العميق، حدد المصرف المخاطر المتعلقة بالحوكمة البيـئـية والاجتماعية والمؤسسية وواصل دمجها في عملية الموافقة للحصول على التمويل، لضمان تمويل المشاريع خلال عام 2024 وفق أعلى معايير المسؤولية والاستدامة.

إضافةً إلى ذلك، يتعاون المصرف بشكل منتظم مع مستشارين خارجيين لتقييم الأثر البيـئـي والاجتماعي للمشاريع التي يمولها أو يشارك في تمويلها. وعلى الرغم من أن المصرف ليس من الجهات الموقعة على مبادئ خط الاستواء ومبادئ القروض الخضراء، إلا أنه يسعى للالتزام بها في أعماله.

وبفضل التزامه الراسخ في مجال التمويل المستدام، استطاع مصرف الراجحي أن يعزز سمعته كجهة رائدة في تمويل المشاريع المستدامة، مستهدِفًا على وجه الخصوص تلبية احتياجات المملكة المستقبلية من الطاقة. وتنسجم مشاريعه مع هذا التوجه، إذ تهدف إلى تحقيق توازن مثالي بين مصادر الطاقة المختلفة، وصولًا إلى تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في خفض انبعاثات غازات الدفيـئة. وتشمل هذه المشاريع مشاريع الطاقة النظيفة، مثل أصول إنتاج الأمونيا الخضراء والهيدروجين، التي يجري تطويرها حاليًا في المنطقة. ومن هذا المنطلق، ينظر المصرف إلى التمويل المستدام ليس فقط كأداة استثمارية، بل كركيزة أساسية تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.

قام المصرف بتحديد وتمويل عدد من مشاريع الطاقة الخضراء واسعة النطاق وعالية التأثير في مختلف أنحاء المملكة خلال السنوات الأخيرة، والتي أسهمت في توليد ما يزيد على 2,140 ميغاواط في المجمل من الطاقة.

الطاقة الشمسية الكهروضوئـية

المواءمة مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة

الأثر المحقق في عام 2024

توليد 629,697 ميغاواط/ساعة من الطاقة سنويًا

تجنب 372,595 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات سنويًا

المواءمة مع أهداف رؤية السعودية 2030

مجتمع حيوي استثمار طويل الأجل