Logo Logo
الصفحة التالية الصفحة السابقة
تنزيل هذه الصفحة احفظ هذه الصفحة في تقريري

تقريري

في الوقت الحالي، لا توجد إدخالات متاحة للعرض

نظرة عامة

كلمة العضو المنتدب
والرئـيس التنفيذي

في عام 2024، أطلق مصرف الراجحي استراتيجيته "المصرفية المتكاملة" التي تهدف إلى تقديم حلول مالية ومصرفية متكاملة للعملاء من الأفراد والشركات، وتعزيز تجربة العملاء.

لقد كان عام 2024 عاماً مميزاً على مختلف الأصعدة، وفصلاً جديداً في قصة نجاح مصرف الراجحي الممتدة لما يقارب السبعين عاماً، فصلٌ تتجدد معه مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الصرح المالي والاقتصادي الكبير، وبدوره الريادي وإسهامه القوي في مسيرة التنمية والنهضة الشاملة لوطننا الغالي، التي تتجلى ثمارها يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، لتؤكد أننا نمضي -بعون الله- في المسار الصحيح.

بينما لايزال المشهد الاقتصادي العالمي تغلب عليه حالة من الضبابية وعدم اليقين، بفعل التوترات والأحداث العالمية، والتقلبات في أسواق الطاقة والسلع الأولية، أثبت اقتصاد المملكة العربية السعودية -ولله الحمد- صلابته ومرونته في مواجهة كافة التحديات والمؤثرات الخارجية، بتحقيق النمو القوي والأداء المميز في مختلف القطاعات. ومع التحول الاستراتيجي للمملكة نحو التنويع الاقتصادي ومبادرات تحول الطاقة وتقليل الاعتماد على أسواق النفط، انعكس ذلك بشكلٍ مباشر في نمو الناتج المحلي الإجمالي للقطاع غير النفطي الذي يُتوقع أن يتراوح ما بين 4% إلى 5% خلال السنوات القادمة، مدعوماً بالمشاريع الكبرى ومستهدفات رؤية السعودية 2030.

ولأن القطاع المصرفي السعودي يمثل إحدى الركائز الأساسية لاقتصادنا الوطني، فقد لعب هذا القطاع الحيوي دوراً رئـيسياً في دعم الاستقرار المالي والاقتصادي، وتعزيز ومواكبة النمو القوي للناتج المحلي الإجمالي، كما يعمل هذا القطاع تحت مظلة شاملة من الأطر التنظيمية والرقابية وفق أعلى المعايير الدولية، بما يعزز الثقة والشفافية، ويضمن التوافق المستمر مع متطلبات الاقتصاد الوطني والاستراتيجية الوطنية للاستثمار ضمن رؤية السعودية 2030. وخلال عام 2024، حقق القطاع المصرفي أداءً قوياً مدعوماً بالمشاريع الكبرى، حيث بلغ نمو التمويل نسبة 14.4%، كما ارتفعت الودائع بنسبة 8.9%. ومع هذا النمو المطرد في الودائع، حافظ القطاع المصرفي على معدلات سيولة جيدة تمكنه من مواكبة الزيادة المتوقعة في الطلب على التمويل خلال عام 2025. وبصفته أحد أعمدة القطاع المصرفي السعودي، والمصرف الإسلامي الأكبر على مستوى العالم، فقد لعب مصرف الراجحي -ولا يزال- دوراً محورياً في ازدهار البيـئة الاستثمارية والمالية في المملكة.

وخلال عام 2024، وبدعمٍ متواصلٍ من مجلس الإدارة، تمكّن مصرف الراجحي من مواصلة الأداء القوي وتحقيق النتائج والمؤشرات الإيجابية في مختلف القطاعات، وتعزيز موقعه الريادي، والتي تمثلت في زيادة صافي الدخل بعد الزكاة بنسبة 19 %، وزيادة ودائع العملاء بنسبة 10 %، ونمو إجمالي الأصول بنسبة %21، ونمو في نسبة المعاملات الرقمية، ونمو محفظة الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 29.6%، وزيادة تمويل الشركات بنسبة 31.8%، وزيادة محفظة التمويل العقاري بنسبة 13.8% وبذلك حافظ المصرف على الحصة السوقية الأكبر في التمويل العقاري التي تصل إلى 41.1%، إلى جانب الحفاظ على الحصة السوقية الأكبر في تمويل الأفراد بنسبة 41.2% ، وزيادة الحصة السوقية في الودائع تحت الطلب إلى 28.6%، والحفاظ على الحصة السوقية الأكبر في عدد أجهزة نقاط البيع بنسبة 41 %. بهذا، فقد حافظ المصرف على ريادته لقطاع الخدمات المصرفية للأفراد على مستوى المملكة، مع نمو ملحوظ في حصته السوقية في قطاعي الخدمات المصرفية للشركات والمنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى نمو الإيرادات والأرباح من خلال التوسع في بيع المنتجات والخدمات القائمة على الرسوم. ونتيجةً للأداء المتميز على مدار العام، حافظ مصرف الراجحي على أعلى مستوى لرضا العملاء في المملكة، وفقاً لمؤشرات "صوت العميل" (NPS).

وفي هذا الإطار، بدأ مصرف الراجحي خلال عام 2024 في تنفيذ استراتيجية "المصرفية المتكاملة"، التي تهدف إلى تطوير نموذج شامل لتغطية احتياجات العملاء من الأفراد والمؤسسات والارتقاء بتجربة العملاء إلى مستويات غير مسبوقة، وذلك من خلال دمج كافة المنتجات والخدمات والحلول المصرفية في منظومة مالية رقمية متكاملة مُعززةً بأحدث التقنيات في إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي، بما يناسب جميع فئات العملاء، ويوفر لهم سهولة الوصول والسرعة والمرونة الفائقة، مع فتح آفاقٍ جديدة للنمو والبيع المتقاطع وزيادة دخل الرسوم البنكية وتعزيز الكفاءة التشغيلية، بما يُسهم في تحقيق قيمة وإيرادات إضافية؛ إلى جانب الاستفادة من قاعدة عملاء مصرفية الأفراد الأكبر على مستوى المملكة والسعي لتنمية الحصة السوقية في قطاع الخدمات المصرفية للشركات من خلال التعاون بين مختلف وحدات الأعمال والشركات التابعة. من جانبٍ آخر، وبالتزامن مع إصدار النسخة الثانية من الإطار التنظيمي للمصرفية المفتوحة من قِبل البنك المركزي السعودي، تم توقيع عقود تعاون وشراكة مع عدد من الشركات العاملة في التقنية المالية، إضافةً إلى تأسيس شركة "نيوتك" للحلول المالية الرقمية، كما تم الاستحواذ على 65% من شركة التقنية المالية الناشئة "دراهم" للإدارة المالية والاستثمار الآلي. ومن شأن تلك الجهود أن تُسهم بشكلٍ مباشر في تطوير النظام المالي ودعم الشمول المالي الرقمي للأفراد والمؤسسات بما يتوافق مع الأهداف الاقتصادية لرؤية السعودية 2030. كما أهّلت تلك الجهود المصرف للحصول وبجدارة على عدد من الجوائز العالمية، من بينها أفضل بنك رقمي من وكالة "مييد"، وجائزة التميز في البيانات والذكاء الاصطناعي من قمة "فينوفيكس".

وعلى الصعيد الدولي، حقق مصرف الراجحي في ماليزيا قفزة كبيرة خلال عام 2024، حيث أصبح ثالث أكبر مصرف إسلامي أجنبي من حيث الأصول، كما سجل ارتفاعاً في صافي الأرباح بنسبة 77%، ونمواً في التمويل بنسبة 8% ، ونمواً بنسبة 26% في حيازة الصكوك. وفي الكويت، حقق مصرف الراجحي نمواً كبيراً رغم التحديات التي واجهت الاقتصاد الكويتي بفعل عوامل مثل تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، وتراجع إنتاج النفط، حيث بذل المصرف جهوداً كبيرة لتعزيز محفظته التمويلية والاستثمارية بالتعاون مع مصرف الراجحي بالمملكة. هذا، وحقق مصرف الراجحي في الأردن زيادة كبيرة في صافي الدخل بلغت 23% تقريباً مقارنة بعام 2023، وجاء هذا النمو مدفوعاً بالأداء القوي في دخل العوائد، والإيرادات القائمة على الرسوم، إلى جانب كفاءة إدارة النفقات التشغيلية.

من جانبٍ آخر، أظهرت الشركات التابعة لمصرف الراجحي مؤشرات أداء إيجابية خلال عام 2024. فقد حافظت شركة "الراجحي المالية" على المرتبة الأولى من حيث القيمة المتداولة في سوق الأوراق المالية "تداول"، كما صعدت إلى المرتبة الثانية من حيث قيمة الأصول المدارة بنسبة نمو بلغت 62% ، كما حققت نمواً بنسبة 43% في إجمالي عدد العملاء النشطين. ونجحت شركة الحلول المالية الرقمية الرائدة "إمكان" في تعزيز مكانتها وتحقيق النمو في قطاعي التمويل الاستهلاكي والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال تقديم منتجات جديدة مثل تمويل نقاط البيع، وخدمة "اشترِ الآن وادفع لاحقاً"، وبطاقة ائتمان المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب قيامها بتحديث البنية التحتية التقنية وتحسين الكفاءة التشغيلية. وواصلت شركة التقنية المالية "نيوليب" أداءها القوي وتنمية حصتها السوقية من خلال إطلاق مجموعة متنوعة من الحلول والخدمات الجديدة والمبتكرة لقطاعي الأعمال والأفراد، كمنتج المحفظة الرقمية لقطاع الأعمال التي توفر مجموعة من الخدمات مثل: التمويل، التحويل، البطاقات، وغيرها. هذا، وتسعى شركة "إجادة للنُظم" في المرحلة المقبلة إلى تعزيز مكانتها كرائد في مجال التحول الرقمي على مستوى المنطقة، حيث تستعد لطرح 20.25 مليون سهم للاكتتاب العام تمثل 45% من إجمالي أسهمها في السوق السعودية بعد حصولها على موافقة هيـئة السوق المالية، على أن يتم إعلان قيمة الاكتتاب في وقت لاحق من عام 2025. وبشكلٍ عام، أدى التوسع في استخدام البيع المتقاطع وتطوير عروض القيمة للقطاعات المستهدفة إلى تحقيق جميع الشركات التابعة نمواً قوياً في الحصة السوقية والأرباح، وكذلك في زيادة الدخل من الشركات التابعة كنسبة مئوية من إجمالي دخل المجموعة. كما توفر شبكة فروع مصرف الراجحي الرائدة على مستوى السوق قنوات بيع إضافية، وميزة تنافسية كبيرة لجميع الشركات التابعة.

وتحقيقاً لأهداف رؤية السعودية 2030 التي تُحدد ملامح المستقبل المرتكز على أُسس ومعايير الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيـئـية؛ وانطلاقاً من مكانة مصرف الراجحي كأحد أكبر المؤسسات المالية الوطنية، وصاحب العلامة التجارية الأقوى، والقاعدة الضخمة من العملاء والمساهمين والموظفين، فإننا ندرك حجم المسؤولية ونؤمن بأهمية دور المصرف في تعزيز الاستدامة، وتطبيق أعلى معايير الحوكمة البيـئـية والاجتماعية والمؤسسية (ESG)، وضمان ممارسات الأعمال النزيهة والأخلاقية، وتطبيق أفضل الممارسات المعتمدة عالمياً في إدارة المخاطر والامتثال. وفي هذا الإطار، تتركز جهودنا على دمج معايير الاستدامة في كافة أنشطة المصرف، ومواءمة الأهداف والاستراتيجيات ومن بينها استراتيجية "مصرف المستقبل" واستراتيجية "المصرفية المتكاملة" مع أهداف رؤية "السعودية 2030"، ومبادرة "السعودية الخضراء"، وإرشادات السوق المالية السعودية للحوكمة البيـئـية والاجتماعية والمؤسسية، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (UNSDG). تلك الجهود وغيرها، نستعرضها بمزيدٍ من التفصيل عبر صفحات هذا التقرير.

ويتبنى مصرف الراجحي رؤيةً شاملةً وواسعة لمبدأ "مركزية العملاء"، حيث يسعى دائماً إلى تحسين تجربة العملاء من خلال تقديم خدمات مصرفية متميزة ومخصصة تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم. كما يحرص كذلك على التواصل الفعّال وزيادة نقاط الاتصال مع العملاء والاستماع الجاد لآرائهم ومتطلباتهم عبر جميع القنوات، سواءٌ كانت تقليدية أو رقمية، واستخدام هذه الآراء في تطوير الحلول والخدمات لمواكبة الاحتياجات المتجددة للعملاء من مختلف الفئات. ويتم تنفيذ ذلك من خلال سياسات مرنة، وأدوات مبتكرة تشمل أنظمة إدارة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب التواجد الواسع على منصات التواصل الاجتماعي. كما تتم مراقبة مؤشر "صوت العميل" بشكلٍ مستمر للوقوف على النقاط التي قد تكون مصدراً للشكوى ومعالجتها بشكلٍ جِذري. هذه السياسات بما لها من أثر إيجابي كبير، تعكس الالتزام القوي لمصرف الراجحي بمبدأ التطوير المستمر.

إن المكانة الفريدة والمرموقة لمصرف الراجحي محلياً وعالمياً، إنما هي انعكاس لجوهره الأصيل، ورأس ماله الأهم، والمتمثل في كوادره البشرية، الذين ساهموا -ولا يزالون- بكل إخلاصٍ وتفانٍ فيما تحقق من نجاحات في مختلف المجالات وعبر المراحل التاريخية المتتابعة. من هذا المنطلق، يُولي مصرف الراجحي اهتماماً كبيراً بالاستثمار في رعاية وتنمية وتطوير كوادره البشرية، والارتقاء بتجربتهم المهنية على نحوٍ شاملٍ، بدءاً من توفير بيـئة عملٍ صحية وإيجابية وملهمة، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم من خلال برامج التدريب المتخصصة، وتهيـئة البنية التحتية والحلول التقنية اللازمة لأداء العمل بأعلى درجات الكفاءة والإتقان، وتبنّي أفضل السياسات والممارسات فيما يتعلق بإدارة الأداء والتقييم والتطوير والتواصل والمزايا والتعويضات، في هذا الإطار، تواصل أكاديمية مصرف الراجحي تنفيذ برامج تنمية المواهب وإعداد الكوادر في مختلف الوظائف والتخصصات، وبرامج تطوير الخريجين، إضافة إلى تصميم وتنفيذ حلول تطويرية تركز على بناء المهارات المطلوبة لجميع المستويات الوظيفية بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للمصرف. ومن جانبٍ آخر، أطلق المصرف منصة "نمو" لإتاحة التنقل الوظيفي الداخلي بين مختلف أقسام وإدارات مصرف الراجحي والشركات التابعة، وذلك بهدف تحسين مستويات المشاركة والرضا بين الموظفين.

ومع اختتام عام 2024 بهذا الرصيد الزاخر بالإنجازات والتحولات الإيجابية؛ نتطلع جميعاً إلى عام 2025 وما يليه بكل ثقة وتفاؤل بمواصلة مسيرة الإنجاز والتطوير، وإطلاق العنان للابتكار وتوفير الحلول والخدمات الجديدة والرائدة. كما نتطلع إلى مواصلة تطبيق استراتيجية "المصرفية المتكاملة"، التي تُمثل قاعدة انطلاق جديدة لمصرف الراجحي للعبور إلى المستقبل بقوة وثبات، ومواكبة المتغيرات ومواجهة التحديات، وتحقيق المزيد من النجاحات على المدى البعيد بمشيـئة الله؛ مؤكداً ريادته في عالم الخدمات المصرفية محلياً وإقليمياً ودولياً.

وختاماً، أعبر عن خالص الشكر والتقدير لأصحاب السعادة رئـيس وأعضاء مجلس الإدارة على دعمهم المتواصل وتوجيههم السديد. والشكر موصولٌ للعملاء والمساهمين الكرام وجميع شركاء النجاح. كما أعبر عن بالغ التقدير للزميلات والزملاء منسوبي مصرف الراجحي وللفريق التنفيذي في مختلف الإدارات والقطاعات والفروع والشركات التابعة، الذين يشاركون بكل تفانٍ وإخلاصٍ في نمو واستدامة هذا الصرح المالي والاقتصادي الكبير. مُتطلعين بعون الله إلى عامٍ جديدٍ حافلٍ بالخير والنماء والازدهار.

والله الموفِّق


وليد بن عبد الله المقبل
العضو المنتدب والرئـيس التنفيذي

Your browser may not be fully supported by this website. Please consider using a more modern browser for better performance and security.

Close